لم يعد للحرب السعودية معنىً في حال فشلت مفاوضات الكويت، فالحرب ماتت عملياً أو دخلت حالة جمود نهائية، بحيث لم تعد قادرة على إضافة أي جديد إلى نتائجها الماثلة الآن.
لم يعد بيد السعودية غير الورقة الاقتصادية، فهي تستطيع، باستمرارها في حصارها المالي الخانق ضد اليمن، أن تصل بالوضع إلى حد الانهيار الكامل. التحويلات المالية من وإلى اليمن متوقفة تماماً منذ أكثر من عام، والتجار الذين يستوردون يفعلون ذلك بواسطة تحويلات مالية عبر وسطاء “سوق سوداء” وبعمولات خيالية (تصل حد العشرة بالمائة، أي أن تدفع عشرة آلاف دولار إن شئت تحويل ١٠٠ ألف!)..
البنك المركزي لايستطيع نقل الأموال الى البحرين حيث المركز المالي، ولا العكس.
هذا الحصار الفظيع الذي لايتحدث عنه أحد هو ما سيتسبب في انهيار البلد كلياً؛ في حال سمحت القوى الدولية المتحكمة بالسعودية باستمراره..
وإذ يأمل حلفاء السعودية في الداخل أن يحدث هذا الانهيار سريعا، فقط وفقط لكي يُضعفوا الحوثيين وصالح، فإنهم يعتقدون أن العالم سيعفيهم وسيعفي السعودية من المسؤولية..
لا العالم ولا التاريخ سينسى، أو سيعفي أحداً.. فانهيار الوضع الاقتصادي في اليمن سيسجل دون نقاش كأسوأ جريمة عقاب جماعي بحق شعب كامل، ارتكبها طرف واحد يعرفه الجميع: الطرف الأقوى ومن ينفذ الحصار المالي الخانق منذ أكثر من ١٣ شهرا، وبمعرفة واطلاع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وكل المؤسسات النقدية والمالية في العالم كله.